يقول الله سبحانه وتعالى مخاطبًا نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: {لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ}، حيث أنّ الرسول عليه بلاغ الرسالة، وعلى المتلقي القبول أو الإعراض، فلسنا مخوّلين بالسيطرة على ما يعتقد به الآخرون أو يضمرونه أو يرغبون به، ولا نملك الحق في تحديد مصائرهم ورغباتهم كما نهوى ونشتهي. ولكن هناك فئة قليلة تتعمّد أن تشعرك بالنقص في حال لم تكن على ما يشتهون، فكيف يشعرك الآخرون بالنقص؟
يلجأ البعض إلى السيطرة على أدوارك من خلال إرغامك على تنفيذ أوامرهم، وذلك باستخدام اسلوب الابتزاز اللي يشعرك ضمنيًا بالنقص!
-فأنت في رأيهم لستَ كاملًا حينما لا تنفذ ما يطلبوه أو يأمروا به-.
وهذا النوع من السيطرة قد ينشأ في شتى العلاقات كعلاقة الزوج بزوجته، الأب بأبنائه، والابنة بوالدتها وغير ذلك.
فحتى تصبح مثاليًا في نظر الطرف الآخر عليك أنت تنفذ ما تُؤمر به فعليًا وإلا فأنت عكس ذلك، مثلما يُشعر الزوج زوجته بأنها ليست زوجة مثالية أو مميزة في عينه طالما أنها لا تنفذ ما يريد، وهذا الشعور بالنقص يؤدي إلى الخوف، وبطبيعة الحال الخوف يؤدي إلى تلبية الطلب.
يربط فئة من الناس ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذواتهم بإرضاء الآخرين، فيرون بأن رضا الآخرين معيار يحتّم عليهم أخذه بعين الاعتباروبشكل مبالغ به.
وينتج عن هذا الربط تزعزع حقيقي في نفس الإنسان، يجعله عرضة بشكل كبير للشعور بالنقص من خلال ضغط الآخرين عليه، فيمشيويأكل ويسيّر حياته بأكملها كما يحب ويشتهي الآخرون، حتى وإن كان ذلك عكس ما يعتقد به ويضمر في نفسه من حياة كريمة وصحية.
يستخدم المسيطر أسلوب المدح والذم لتحقيق رغباته من الآخرين كما تشتهي نفسه، فيأخذ تارةً في مدحك ولكن ليس لخصالٍ جميلة قد رآها فيك، ولكن لأنّك كنت كما يريد منك أن تكون.
وتارة يذمُّك لأنّك ببساطة لم تقل أو تفعل ما يعجبه، فيلجأ هربًا لأسلوب الذم معتقدًا أنك ستؤول إلى ما يرضيه في النهاية، فمُنطلقه الأساسي موافقتك على مايريد!
ومما سبق نعي حقيقة السعي نحو علاقة متزنة وواعية، تساعدنا على المضي والنجاح وأنّ التعرف على أهم علامات المسيطر هو بداية الطريق لخلق بيئة وعلاقات آمنة.
وللمزيد حول التخلص من صراع القوى والسيطرة والتحكم بالعلاقات يقدم لكم الأستاذ علي العباد دورة "توازن القوى بين الزوجين" عبر موقعه الرسمي.