تحقيق السعادة والراحة في العلاقة الزوجية

(السجنُ أحبُّ إليَّ) .. هذا ما وصفه نبي الله يوسف عليه السلام حينما أودع في السجنِ مقابل مكيدة زليخة والنسوة له، وعلى الرغم من انعدام الاستمتاع في السجن إلا أنّه وجَد فيه الراحة والسعادة والاطمئنان؛ وذلك لابتعاده من خلاله عمّا يغضب خالقه ويعصيه به. وهذه هي الراحة! حيث لا يتبين لنا من هذا الوصف أنّها تعني الاستمتاع بالشيء، فلكلٍ منهما مفهومه الخاص والذي غالبًا ما يتم الخلط بينهما.

أ. علي العباد
February 23, 2021

تفعيل السعادة

كيف يمكننا تحديد العلاقة الإيجابية والعلاقة السلبية بين الأزواج؟

قد يكون السؤال سهلًا في طرحه ولكنه عميقٌ في مضمونه، فالعلاقة الإيجابية هي التي تنعكس على طريقة الزوجين في التحاور، وطريقة تفاوضهما وحلهما للمشكلات، كما تنعكس أيضًا على طريقة تقبلهما لبعضهما البعض بالعيوب قبل الميزات، وهذا كلّه يؤدي بطبيعة الحال إلى التفاهم والانسجام الكامل بين الشريكين.

أما العلاقة السلبية فهي ما تكون عكس ذلك كلّه، حيث يحمل الشريك كل المشاعر السلبية في قلبه، والتي تؤدي بعد ذلك إلى زيادة الخصومة والعداء والمناوشات على أتفه الأسباب.

العلاقة الإيجابية

لا شك أن السعي نحو تأسيس علاقة إيجابية بين الزوجين يتطلب استعدادًا صحيحًا من كلا الشريكين، وما يتضمنه هذا الاستعداد هو:

أولًا: تحضير الصفات الإيجابية في الشريك، ومعرفة ما يتميّز به في كافة الجوانب مثل: الجانب الجسدي، والجانب العقلي، والجانب الأخلاقي، والجانب الديني، فالتركيز على الجوانب المميزة في الشريكين يساعد على خلق علاقة إيجابية بينهما.

ثانيًا: تحديد أبرز المواقف التي لا تُنسى للشريك، والتي من فرط صدق مشاعرها طبعت أثرًا إيجابيًا في القلب، مثل سلوكيات جميلة تصرفها، أو حالة من الحب العميق والتي عبّر عنها بطريقة جميلة جدًا.

حينما يسعى الشريك نحو علاقة إيجابية يجب عليه أن يتذكر ويستحضر بشكل دائم كل ما هو جميل في شريكه، فتذكر الصفات الحسنة والإيجابية في الشريك تساعد على خلق علاقة متماسكة على المدى الطويل، ولكن برأيك ما الذي يحدث حينما يداوم الشريك على تذكر المواقف السلبية في شريكه دائمًا؟