الطلاق العاطفي .. وطريقة التعبير عن الحُب

يمكن التعبير عن مفهوم الطلاق العاطفي بالمعنى المتعارف عليه: أنّه اعتقادٌ لأحد الشريكين (الزوجين) بأنه يمتلك خارطة عاطفية، والآخر لم يستطع لمسها أو التوصل إليها، ويمكن التعبير عنه كذلك بمصطلح آخر وهو: "الجفاف العاطفي".

أ. علي العباد
February 1, 2021

ومن المهم التنويه أولًا على أهمية التفريق بين وجود الشعور من عدمه بين الشريكين، وبين طريقة التعبير عن ذلك الشعور؛ فالحب لا ينتفي في حالة عدم القدرة على التعبير عنه، وهذا ما يعتقده البعض- في حالة عدم التعبير- جفافًا عاطفيًا، حيث يرى هو بمنظوره أن الشريك ‘لم يعبّر بالطريقة التي أنا أريدها، والتي وضعتها مسبقًا في ذهني’.

الجفاف العاطفي وطريقة التعبير

نحن نعرف أن أساليب التعبير تختلف بين الأفراد، وهذا الاختلاف قد يؤدي إلى اعتقاد أحد الشريكين في حال لم يعبر أحدهما عن مشاعره بالشكل الذي يتوقعه - بأن شريكه جاف عاطفيًا، ولكنه في واقع الأمر جافٌ في التعبير على الرغم من وجود العاطفة.

فمن المهم معرفة أنه ليس بالضرورة أن تتسق حقيقة وجود الحب والمشاعر مع الاعتقادات المسبقة والتصورات التي يبنيها الفرد عن كيفية التعبير عن هذا الحب.

الجفاف العاطفي وانعدام العاطفة

أهم ما يجب السؤال عنه عندما نتحدث عن الطلاق العاطفي هو: هل توجد عاطفة مسبقة للشريك ثم انتهت أو انطفأت؟ أم لم تكن هناك عاطفة منذ البداية؟

فالطلاق العاطفي يبّين حالة انتهاء أو انطفاء شعلة الشعور بين الشريكين بعدما كانت متوقدة. أيّ، إنْ كان هناك وجود للطلاق العاطفي؛ فإنه قد كانت هناك عاطفة مسبقة.

وعليه؛ وجب علينا التفريق بين الطلاق العاطفي وحالة أخرى وهي ‘انعدام العاطفة والنفور منذ بداية العلاقة، فكلاهما مختلفان.

الحاجات والحُب

أمّا عن الطلاق العاطفي الذي أتى بعد وجود عاطفة بين الشريكين، والذي يجب البحث عن مسبباته وما أدى إلى حدوثه، فإنّه يتوجب على الشريك؛ ليُعيد تفعيل عاطفة الحب بينه وبين شريكه فهم كل من المعاني التالية: حاجات الفرد ورغباته.

فقد يلتبس على البعض مفهوم كلٍ من الحاجات والرغبات، فيعتقد أن شريكه حينما لا يحقق رغباته أنه لا يلبي له حاجاته الأساسية، ولكن المهم هو ملامسة حاجات الشريك العاطفية، وبالتالي يمكن من خلال تحقيق هذه الحاجات التوصل لمعرفة الرغبات وتحقيقها.

ومن هنا فإن عاطفة الحب يُعاد تفعيلها بعد أن يبحث الشريك عن حاجاته وحاجاتِ شريكه ويصارحه بها ويميل لإشباعها، فالحوار أساسٌ مهم للتوصل إلى حلٍ متكافئ، ولا يكون ذلك إلا بالإحسان والعطاء فالنفس تميل لمن يُحسن إليها.