يميلُ المرء لشبيهه الذي ينصتُ إليه، ويشاركهُ أهم ما يهتمُّ به ويحبه، ويستمع لأفكاره ويحاوره فيها؛ ولذا يطمئنُ المرء بجانب من يرى ذاته فيه ولديه.
ومن هُنا جاءت أهميّة تبيانِ أهم الأساليب والطرق التي تساعد الزوجين على فهم بعضهما البعض من خلال الجلوس والحديث والمشاركة مع بعضهما، والتي تحقق الانجذاب والسعي الدائم لاستمرار هذه المجالسة والاشتياق لها.
لا يملُّ أي إنسانٍ من كلمة ثناء، بل ويميل لمن يثني عليه ويظهر له جانبه المشرق، ومن هنا نرى بأن معدل تعلق الزوجين ببعضهما البعض وبمجالستهما لبعضهما البعض يرتفع عندما يثني أحدهما على الآخر ويبين مدى إعجابه بشريكه من خلال ملامسته لمشاعره واهتمامه بما يسعده.
وعكس ذلك صحيح، فحينما يتخلل مجالستهما الصراخ، والنقد الدائم، وقلّة الاهتمام، وعدم الانصات لما يتكلم به أحدهما ينتج عن ذلك حالة من النفور والتباعد، بل والسعي كذلك للفراق الدائم، حيث يشعر أحدهما أو كلاهما بأنه في موضع نقد غير مريح وغير متقبل من شريكه.
يجب على الشريك أن يسعى لمعرفة ما يهتم به الآخر، وما يحبّه، وما يكرهه، ويتضمن ذلك معرفة الحوارات الجاذبة له، ومعرفة الأماكن التي يجد فيها نفسه وراحته، كما يجب عليه محاولة إدخال السرور على قلب شريكه، وتجنب ما يبعث على الحزن في مكامن نفسه.
فعلى سبيل المثال محاولة تجنب ما يزيد من قلق الزوج حينما يكون قلِقًا بذاته على عمله، وكذلك محاولة تخفيف عناء الزوجة وعدم زيادة الأعباء عليها حينما تكون مكتظة بأعباء المنزل والأطفال.
لا تحدث المجالسة الدائمة بين الزوجين إلا بالسعي الدائم من كليهما نحو معرفة أحدهما للآخر، وتقبل أحدهما للآخر بكل عيوبه وميزاته؛ لأن رحلتهما الزوجية ستكون بطبيعة الحال مليئة وطويلة، ومن الأفضل أن تكون مليئة بالحب والاحترام والتقبل والمعاونة.