للسعادة أشكالٌ مختلفة، كما أنّها بحد ذاتها تحمل معانٍ ومفاهيم مختلفة، فكلُّ إنسان يبحث عن سعادته الخاصة، والتي قد يجدها البعض في لذة الإنجاز والنجاح، وآخرون قد يجدونها في الاستقلال وتكوين الأسرة،...
للسعادة أشكالٌ مختلفة، كما أنّها بحد ذاتها تحمل معانٍ ومفاهيم مختلفة، فكلُّ إنسان يبحث عن سعادته الخاصة، والتي قد يجدها البعض في لذة الإنجاز والنجاح، وآخرون قد يجدونها في الاستقلال وتكوين الأسرة، وغيرهم يجدونها في تحصيلهم العلمي ودرجاتهم الأكاديمية؛ ولهذا فإن السعادة تعني بمجملها العام تحقيق الغاية التي يرجوها المرء، والتي تحقق له الراحة والرضا.
تكونت في الفترة الأخيرة نظرة خاطئة حول مفهوم السعادة لدى المرأة المتزوجة، وذلك باستغنائها التام عن دورها في الأسرة لمجرد تحقيق غاية المتعة والرفاهية؛ وهذا في مضمونه يحدّ من دور الأسرة ويرسّخ بأنها المصدر الأساسي لمعاناة المرأة، في حين أنها يجب أن تكون سببًا رئيسيًا لسعادتها، فالعائلة لا يجب أن تعيق المرء عن تحقيق سعادته، بل يجب أن يستقي منها الدعم الذي يساعده على الوصول لهذه السعادة. فحينما تسأل الزوجة: كيف أسعد نفسي؟ لا يجب أن تكون الإجابة في مغزاها تحث على تخليها عن العائلة مثل زوجها والأطفال، ولكن يجب أن نجعلها تبحث عن سعادتها فيما تمتلكه من نعم مثل العائلة، فالسعادة لا تعني ترك المسؤوليات بل لذة العمل بها.
حب العطاء يجلب السعادة للمرء، كتأدية فريضة الصيام التي رغم مشاقها فإن المؤمن يقبل عليها بكل حبٍ لعلمه بأنها تقربٌ إلى المحبوب، ويرى فيها سعادته وراحته، وعليه فإن السعادة الداخلية والاستقرار تأتي بالرضا والاطمئنان وكلها نابعة من حب الإنسان للعطاء.
يقول تعالى: {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله}، فكل ما نقدمه بحبٍ وعطاء سيرجعه علينا الخالق بسعادة وراحة دائمة.